قال المتنبي :
إذا غامرت في أمر مروم
فلا تقـنع بما دون النجـوم
فطعم الموت في أمر حقير
كطعم الموت في أمر عظيم
إذ علينا أن نقنع فقط بعظائم الأمور، وديننا الحنيف يأمرنا بذلك حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى" ولم يقل الجنة.
وصدق الشاعر حيث قال:
نحن قوم لا توسط بيننا
لنا الصدر دون العالمين أو القبر
وصدق من قال:
لاستسهلن الصعب أو أدرك المنى
فما انقادت الآمال إلا لصابر
* فهل لديك طموح؟
* وهل ارتقيت بطموحك للسماء؟
* وهل قمت بتحويل تلك الطموحات لحقائق؟
* أم إلى أحلام يقظة وقلاعاً ترابية مثلما يفعل الأطفال؟
فطموحاتك … تشكل حياتك
أم أن حياتك لا تعني لك شيئا؟
فللأسف كثير من الناس يعيش كسائر البشر لا هدف له، بل يفعل مثلما يفعل الآخرين، وقد نهانا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه أن نكون إمعة إن أحسن الناس أحسنا، وإن أساؤوا أسأنا، فلتكن لنا هويتنا الواضحة، لنكن أشخاصاً لا نبتغي غير العلا، والمتاصب الرفيعة، فكما قال أحمد شوقي: "الطير يطير بجناحيه، والمرء يطير بهمته"، فهل هممنا ترقى بنا إلى أعالي الجبال، أم تهوي بنا إلى الأسفل؟
ويقول ابن قيم الجوزية: " كمال الإنسان بهمة تُرَقِيهِ، وعلمٍ يُبَصِرُهُ ويَهديهِ ".
وقال عبد القادر الكيلاني لغلامه: "يا غلام، لا يكن همك ما تأكل وما تشرب، وما تلبس وما تنكح، وما تسكن وما تجمع، كل هذا همُ النفس والطبع فأين هم القلب، همك ما أهمك، فليكن همك ربك عز وجل وما عنده".
وقد حثنا الرسول -صلى الله عليه وسلم- على التحلي بعلو الهمة حيث قال: " إن الله – تعالى – يحب معالي الأمور وأشرافها، ويكره سفسافها".
وقال كذلك: “ إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى “ ولم يقل- صلوات الله وسلامه عليه-: "فاسألوه الجنة"، بل يعلمنا أن نطلب فقط المراتب العالية.
وقد قيل: " قيمة كل امرئ ما يطلب "
فيا ترى ما هي قيمتك يا من تقرأ هذه الخاطرة؟
هل ما تطلبه سامي ويستحق التعب والسهر والكد من اجله؟
أم ما تطلبه شيء بسيط ولا يرقى لقيمتك؟
أخي وأختي اجعلوا الهمة العالية نصب أعينكم، ولا تقبلوا دونها بديلا!!!
وإلى لقاء آخر يجمعني بكم بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإبتساماتإخفاء